صور الملك في أمريكا لا تعكس كل الحقيقة!!

الذي يُشاهد صور الملك مع بعض أفراد شعبه في أمريكا، ويشاهد كيف يهتف المتحلقون حوله باسمه وكيف يحفونه بعنايتهم الفائقة، لا بد أن تتبادر إلى ذهنه أسئلة مستفزة من قبيل:

لماذا لم يظهر مواطن واحد بين الحاضرين يحتج بأدب على واقع مؤشر التنمية البشرية ومؤشر السعادة في البلاد وأرقام الأمية والتخلف القطاعي، بل والتخلف العام في شتى مناحي الحياة؟

سيتساءل، قسرا: لماذا يحصد الملك كل هذا الحب الذي تُظهِره الصور، مقابل ما تحصده الحكومة من سخط شعبي كبير جدا؟ ألا يتحمل الملك أية مسؤولية ولو أخلاقية وسياسية وأدبية فيما تعرفه الحياة الحكومية من مسخ وفساد واعتداء على الدستور والوطن والمواطنين؟ ألم يؤكد الوزيران عزيز الرباح ورشيد الطلبي العلمي في آخر حلقة من برنامج ” مباشرة معكم” أن الحكومة ليست سوى جهاز تنفيذي لمشاريع عامة يضعها الملك؟ أليست الحكومة مسؤولة، دستوريا وسياسيا وقانونيا وواقعيا، أمام الملك، الذي له حق إعفاء أعضائها بعد استشارة “رئيسها” بل وله حق إعفاء حتى هذا “الرئيس” المزعوم؟ كيف يقبل الملك، وهو الأدرى بجحيم مواطنيه مع السكن، أن يستفيد بعض وزرائه من أراضٍ عمومية بطريق زعير بأثمنة جد جد بخسة، وهم ميسورو الحال، بل ويسكنون في فيلات وقصور، دون الحديث عن مشاريعهم الضخمة وأرصدتهم البنكية الخيالية، إضافة إلى رواتبهم السمينة وامتيازاتهم المتنوعة والعديدة؟ أليس في أمريكا مواطن مغربي واحد قادر على رفع صور هؤلاء الأعداء مصاصي الدماء في وجه الملك؟ أليس في أمريكا مواطن أو مواطنة مغربية واحدة قادرة على رفع صور المعتقلين السياسيين في البلاد وآخرهم المدانين من طرف إبتدائية ابن أحمد؟ كيف لا يجرؤ مواطن واحد أمام الملك على انتقاد الأوضاع في البلاد أو رفع صورة المواطن صلاح الدين الخاي وعليها عبارة تطالب بمحاكمة مسؤولي إدارة الأمن الذين أخفوا أو ساهموا في إخفاء خبرة تؤكد براءة صلاح من قتل رجل الأعمال اسماعيل خليل؟ هل خلت أمريكا من الشرفاء إلى هذه الدرجة حتى لا يظهر مواطن واحد بين المتحلقين حول الملك وهو يرفع صورة الشعبي أو “مارشي كريو” ليُعْلم الملك وهو رئيس القضاة؛ الذي تصدر الأحكام باسمه كيف “يُذبح” القضاء في بلده على أيدي سلطات الدار البيضاء؛ المُعيَّنة منها والمنتخبة؟

أن تكون ملكا؛ يعني أن تكون مسؤولا، وأن تكون مسؤولا يعني أن تسمع الحقيقة التي تُبكي عن حال الشعب وتتدخل لمعالجة مآسيه وإصلاحها ومحاسبة المسؤولين عنها، ومن يحب الملك فليقل له الحقيقة.

نعم، نحب الملك حتى وإن تأكدنا في يوم من الأيام أنه لا يبادلنا نفس القدر من الحب، ومن أجل الملك نحترم المؤسسة الملكية حتى وإن كانت تعج بأشخاص غير صالحين للمنصب و يعادون الإصلاح، نعم يشرفنا ويسعدنا كثيرا كثيرا أن نرى ملكنا محفوفا بعناية وحب شعبه داخل الوطن وخارجه، لكن بنفس القدر لا نريد تضليلا، ولا استهلاكا لصور نصفها لا يعكس حقيقة الواقع، نعم بنفس القدر نرفض محاولة إقناعنا بأن المؤسسة الملكية لا مسؤولية لها في البؤس والعبث الحكومي بحياة المغاربة.



from بديل http://ift.tt/2qjwYxw
via IFTTT

Comments

Popular posts from this blog

How To Setup AdSense Page-level ads in BlogSpot?

Most Dynamic Random Posts Widget For Blogger